تقارير

تراجع الأداة العسكرية: تفاعلات الأزمة الأمريكية- الإيرانية خلال الفترة (13-25 يوليو 2019)

مجموعة الخليج  تمر الأزمة الإيرانية بمنعطف خطير في هذه المرحلة من تطورها، بشكل قد يُنذر بتغير واضح في معادلة الأمن في الخليج. فما بين تزايد الحضور الأمريكي المباشر للمنطقة، وتزايد الاعتماد على التأمين الأمريكي والغربي لأمن دول الخليج، وبين تنامي التصعيد الإيراني بصورة أكثر حدة؛ تزداد فرص وقوع تصادم بين أطراف الأزمة بما ينعكس على حالة الاستقرار في الخليج، والمنطقة العربية بصفة عامة. وفي محاولة لرصد أهم التطورات التي شهدتها الأزمة يتضح وجود بعض السمات المتكررة التي يمكن اعتبارها نمطًا واضحًا في إدارة الأزمة الإيرانية من أطرافها المختلفين. ويعرض هذا التقرير أهم التطورات المرتبطة بأطراف الأزمة المباشرين (الولايات المتحدة الأمريكية،…

فريق المركز
فريق عمل المركز

مجموعة الخليج 

تمر الأزمة الإيرانية بمنعطف خطير في هذه المرحلة من تطورها، بشكل قد يُنذر بتغير واضح في معادلة الأمن في الخليج. فما بين تزايد الحضور الأمريكي المباشر للمنطقة، وتزايد الاعتماد على التأمين الأمريكي والغربي لأمن دول الخليج، وبين تنامي التصعيد الإيراني بصورة أكثر حدة؛ تزداد فرص وقوع تصادم بين أطراف الأزمة بما ينعكس على حالة الاستقرار في الخليج، والمنطقة العربية بصفة عامة. وفي محاولة لرصد أهم التطورات التي شهدتها الأزمة يتضح وجود بعض السمات المتكررة التي يمكن اعتبارها نمطًا واضحًا في إدارة الأزمة الإيرانية من أطرافها المختلفين.

ويعرض هذا التقرير أهم التطورات المرتبطة بأطراف الأزمة المباشرين (الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران ووكلاؤها)، ثم يرصد أبرز التطورات العسكرية، ومواقف الأطراف الدولية والإقليمية، وأخيرًا تقديم قراءة تحليلية لأهم هذه التطورات.

أولًا- أطراف الأزمة المباشرون

1- الولايات المتحدة الأمريكية 

بومبيو: واشنطن نجحت في تقليص دور إيران في الإرهاب (13/7/2019)

قال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” إن الولايات المتحدة نجحت في تقليص قدرة إيران على القيام بأنشطتها الإرهابية كأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، وإن قدرة طهران على دعم “حزب الله” في لبنان، وتأمين الميليشيات في العراق، ودعم الحوثيين في اليمن؛ قد تقلصت بشكل كبير بسبب شح التمويل. وأكد أن الولايات المتحدة بصدد تشكيل تحالف عالمي لتأمين الممرات المائية الدولية دون عوائق، ويضمن تأمين سلامة عبور البضائع عبر مضيق هرمز والممرات المائية الأخرى.

وزير الخارجية الأمريكي يرد على “العرض الإيراني” (15/7/2019)

رفض وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، عرض الرئيس الإيراني “حسن روحاني” القاضي بإجراء محادثات بين طهران وواشنطن في حال رفعت الأخيرة العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي، مؤكدًا أن هذا طريق سارت فيه الإدارة السابقة وأدى إلى “الاتفاق” الذي ترى هذه الإدارة والرئيس “ترامب” أنه كارثة.

واشنطن: لا تسامح مع التهديدات الإيرانية في مضيق هرمز (17/7/2019) 

قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “مورغان أورتاغوس”، إن واشنطن لم تتلقّ رسالة خاصة بشأن نية الإيرانيين التفاوض حول البرنامج النووي. وأضافت أنه “ما من خيار أمام الإيرانيين سوى التفاوض، وإلا فإنهم سيظلّون تحت العقوبات التي جرى فرضها”.

“ترامب” يُعلن إسقاط طائرة إيرانية مُسيّرة فوق مضيق هرمز (18/7/2019) 

أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أن المدمرة الأمريكية “يو إس إس بوكسر” دمرت طائرة مسيرة إيرانية اقتربت منها لمسافة 1000 ياردة في مضيق هرمز، وأن المدمرة اضطرت لاتخاذ وضع دفاعي لدى اقتراب الطائرة المسيّرة منها.

عقوبات أمريكية ضد شبكة دولية لتخصيب اليورانيوم الإيراني (19/7/2019) 

فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على شبكة دولية متهمة بتوفير معدات لبرنامج التخصيب النووي الإيراني الذي تؤكد واشنطن أن طهران تسعى من خلاله لامتلاك قنبلة ذرية. واتُّخذت هذه العقوبات في إطار مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، واستهدفت سبع شركات، إضافة إلى خمسة أفراد إيرانيين مرتبطين بالشركة الإيرانية لتكنولوجيا الطرد المركزي “تيسا”.

واشنطن تطلق “عملية الحارس” لضمان الملاحة في الخليج (20/7/2019)

كشفت القيادة المركزية الأمريكية عن “عملية الحارس” متعددة الجنسيات لتعزيز الاستقرار البحري، وضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط. وقالت القيادة المركزية الأمريكية، إن الهدف من “عملية الحارس” هو تعزيز الاستقرار البحري، وضمان المرور الآمن، وخفض التوترات في المياه الدولية في جميع أنحاء الخليج العربي ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وخليج عمان”، بما يُمكّن الدول من توفير حراسة لسفنها التي ترفع علمها مع الاستفادة من تعاون الدول المشاركة للتنسيق وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته.

بومبيو: حماية السفن البريطانية يجب أن تكون على عاتق المملكة المتحدة (22/7/2019) 

وسط استمرار التوتر في منطقة الخليج بسبب قضية ناقلات النفط، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، أن حماية السفن البريطانية مسئولية المملكة ذاتها. وشدد على أن بلاده لا تريد أي حرب مع إيران، علمًا بأن الولايات المتحدة سبق أن وجهت تهديدات متكررة إلى الجمهورية الإسلامية على خلفية احتجازها السفينة البريطانية.

الولايات المتحدة لن تحرس نفط الدول الغنية بدون مقابل (24/7/2019) 

أكد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى استيراد النفط لأنها أصبحت دولة مصدرة، كما أنها لا تحتاج إلى حراسة مضيق هرمز من أجل الدول الغنية دون مقابل. وقال ترامب: “نحن نحصل على نفط قليل جدًّا من المضائق (10% فقط من النفط لأننا نشعر بالتزام لفعل ذلك)، فلا توجد ناقلات نفط أمريكية هناك، بل من الصين واليابان. الصين تستورد 65% من النفط من هناك واليابان 25% ودول أخرى تحصل على الكثير أيضًا، ورغم ذلك نحن من يقوم بحراسة المضيق منذ عقود طويلة ولم نحصل على مقابل أبدًا، نحن نحرسه لكل هذه الدول، ولكن لماذا نفعل ذلك دون مقابل؟ ولماذا نضع سفننا الحربية هناك؟”.

2- إيران 

ظريف: إيران ستواصل تصدير نفطها تحت أي ظرف (14/7/2019) 

أكد وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” لنظيرِه البريطاني “جيريمي هانت” أن بلاده ستواصل تصدير نفطِها تحت أي ظرف، مطالبًا لندن بالإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية. من جهته، قال السفير الإيراني لدى بريطانيا “حميد بعيدي نجاد” إنّ احتجاز الناقلة لن يبقى دون رد إن لم يتم الإفراج عنها. وشدد على أن السفينة لم تنتهك أيًّا من القوانين والأعراف الدولية، وإنما بريطانيا هي التي ارتكبت مثل هذا الخرق عبر قرصنتها البحرية، مطالبًا لندن بعدم تكرار أخطائها عبر ارتكاب خطأ آخر في حساباتها عن طريق الاحتجاز غير القانوني لناقلة النفط الإيرانية.

إيران لن تُفاوض حول برنامجها الصاروخي (16/7/2019) 

فنّدت ممثليّة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في منظمة الأمم المتحدة أنباء أوردتها بعض وكالات الأنباء التي زعمت أن إيران على استعداد للتفاوض حول برنامجها الصاروخي، مؤكدة أن البرنامج الصاروخي الدفاعي الإيراني غير قابل للتفاوض إطلاقًا.

الآثار الاقتصادية للعقوبات الأمريكية (17/7/2019)

قال وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” إن أمريكا تشنّ “حربًا اقتصادية” على الإيرانيين ترقى لحد الإرهاب، وبمجرد أن تتوقف يمكن أن تتجه الأمور لتهدئة التوتر. وتواجه طهران ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الغذاء، ووفقًا لمصادر إيرانية فإن الأسعار ارتفعت بنسبة 50٪ إلى 100٪ عن العام الماضي. وفي الوقت الذي تمتد فيه العقوبات الأمريكية على إيران إلى سنة ثانية، يدفع المواطنون الإيرانيون الثمن مع ارتفاع التكاليف ونقص الغذاء.

كما انخفضت صادرات النفط الإيراني من 2.5 مليون برميل يوميًّا إلى حوالي 500000 برميل يوميًّا بسبب ضغوط العقوبات، وفقًا لبيانات تانكر تراكرز.

إيران تقدم عرضًا نوويًّا “جوهريًّا” مقابل رفع العقوبات الأمريكية (18/7/2019)

عرضت إيران صفقة مع الولايات المتحدة تقبل فيها بشكل رسمي ودائم عمليات التفتيش المعززة لبرنامجها النووي، مقابل الرفع الدائم للعقوبات الأمريكية. قدم العرض وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” في زيارة إلى نيويورك. لكن من غير المرجّح أن تستقبل إدارة “ترامب” العرض يإيجابية، حيث لا تزال تطالب إيرانَ بتقديم مجموعة من التنازلات الشاملة، بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم ودعم الوكلاء والحلفاء في المنطقة.

الحرس الثوري يوقف ناقلة بريطانية (20/7/2019) 

أعلن حرس الثورة الإسلامية توقيف ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، معلنًا: “أوقفنا ناقلة النفط البريطانية التي تحمل اسم stena impero لانتهاكها القوانين الدولية للملاحة البحرية”. ووفقًا لحرس الثورة الإيراني، كانت السفينة قد أطفأت جهاز تحديد المواقع وسارت في الجهة المعاكسة. وأعلنت مصادر إيرانية أن حرس الثورة الإسلامية أوقف الناقلة البريطانية بسبب تلويثها للبيئة وبطلب من منظمة الملاحة البحرية والموانئ الإيرانية وبحكم أصدره القضاء الإيراني.

موسوي: إيران ترحب بمحاولات أوروبا، والعقوبات الأمريكية اعتدنا عليها (20/7/2019) 

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “عباس موسوي”، أن إيران ترحّب بالمحاولات الأوروبية لإعادة الأزمة مع الولايات المتحدة إلى الدبلوماسية، معتبرًا أن فرص نجاحها قليلة إذا لم يتراجع الأمريكيون عن “الحرب الاقتصادية”. وشدد على أنه منذ سنوات استطاعت الجمهورية الإسلامية مواجهة العقوبات الأمريكية، حتى إن الهيكل الاقتصادي لإيران قد شكل نفسه إلى حد ما على أساس العقوبات، بمعنى أن الاقتصاد الإيراني والصناعة والتجارة على مدار الأربعين سنة الماضية كانت تنشط في مسارها الطبيعي بالاعتماد على القوة الداخلية.

إيران تنفي مزاعم “ترامب” (21/7/2019)

أعلن وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” أن طهران ليست لديها أي معلومات حول فقدان طائرة مسيرة في منطقة الخليج. ويأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” أن سفينة الإنزال الأمريكية “بوكسر” أسقطت طائرة مسيرة إيرانية في مضيق هرمز، وأنها اقتربت من السفينة وكانت تمثّل خطرًا عليها.

اجتماع أمني إيراني يبحث احتمالات المواجهة في المنطقة (22/7/2019) 

أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني “علي شمخاني” عقد اجتماعًا أمنيًّا مع قادة مقر “خاتم الأنبياء” في الحرس الثوري، والتي تتولى مسئولية إعداد وتنسيق العمليات العسكرية لكافة القوات المسلحة الإيرانية، لبحث احتمالات المواجهة في المنطقة. وجاء هذا الاجتماع عقب قيام إيران باحتجاز ناقلة بريطانية. وأعرب “رشيد” عن أمله في ألا تؤدي الاستفزازات الأمريكية إلى تهديد الأمن والاستقرار في المنطقة.

ومن جهته، قال “كمال خرازي” رئيس “المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية” وهي هيئة موازية لوزارة الخارجية تتبع مباشرة للمرشد الإيراني “علي خامنئي”، إن إيران مستعدة لتبادل ناقلات النفط. وقلل “خرازي” في حديث لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” من أهمية العقوبات البريطانية المرتقبة، قائلًا إن جميع أنواع العقوبات فُرضت ولم يكن لها تأثير، حسب تعبيره.

توتر بدير الزور.. الحرس الثوري يطرد عناصر موالية للأسد (24/7/2019) 

قامت ميليشيات الحرس الثوري الإيراني بطرد ميليشيا الدفاع الوطني المساندة لنظام “بشار الأسد” من حاجز عسكري يتبع للأخيرة في شرق دير الزور، ويأتي استيلاء الحرس الثوري على الحاجز بالتزامن مع انشقاق عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني، وانضمامهم مؤخرًا إلى الحرس الثوري في الميادين، وفق بعض المصادر. وتقدمت ميليشيا الدفاع الوطني بشكوى إلى قيادة قوات “الأسد” في مدينة الميادين، بريف دير الزور الشرقي، إلا أن الأخيرة رفضت التدخل. وتسعى ميليشيا الحرس الثوري للهيمنة على مفاصل الحياة في مدينة دير الزور، إذ تسعى لترغيب الأهالي في الانضمام إليها عبر دفع رواتب مغرية.

3- وكلاء وأذرع إيران في المنطقة 

نصر الله: العقوبات المفروضة على الحزب جزء من المعركة (13/7/2019) 

اعتبر الأمين العام لحزب الله “حسن نصر الله”، أن العقوبات الجديدة المفروضة على الحزب “جزء من المعركة”، بحسب تعبيره. وردًّا على سؤال حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على تحمل هذا الضغط، قال إنه لا خيار آخر مطروح؛ مشيرًا إلى أن حزب الله شريحة كبيرة في البلاد، على حد وصفه. وفي تأكيد ضمني منه لتقارير سابقة تحدثت عن تقليص حزب الله عدد قواته في سوريا، علل “حسن نصر الله” ذلك بعدم وجود ضرورات عملية لهذه الأعداد، مؤكدًا بقاء عناصر الحزب في كل الأماكن التي كان فيها إنما بأعداد أقل.

هجمات طائرات مسيّرة تابعة للحوثيين (14/7/2019) 

أسقطت قوات الجيش اليمني طائرتي استطلاع مسيرتين لميليشيات الحوثي فوق مدينة مأرب. جاء ذلك بالتزامن مع تصاعد الاشتباكات بين قوات الجيش والميليشيات في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب (شرق اليمن). وأكدت مصادر ميدانية أن ميليشيات الحوثي دفعت في الآونة الأخيرة بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهة صرواح. كما صرّح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد الركن “تركي المالكي”، بأن قوات التحالف تمكنت من اعتراض وإسقاط طائرتين بدون طيار (مسيّرة) أطلقتهما الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من صنعاء باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين بمدينة خميس مشيط.

زورق إيراني مفخخ اعترض مسار المدمرة البريطانية (16/7/2019)

ذكرت صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية أن زورقًا إيرانيًّا مفخخًا اعترض مسار المدمرة البريطانية “إتش. إم. إس. دنكان 45” 45 HMS Duncan أثناء توجهها إلى الخليج العربي. وذكرت الصحيفة أن المدمرة دخلت في حالة تأهب قصوى بعد اكتشاف الزورق المليء بالمتفجرات في البحر الأحمر. وأكد التقرير أن الزورق الذي يتم التحكم فيه عن بُعد (يصل حتى أربعة أميال)، ربما يكون قد أرسل هناك من قبل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

الولايات المتحدة تفرض عقوبات على عراقيين مرتبطين بإيران (18/7/2019) 

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها فرضت عقوبات على اثنين من زعماء الميليشيات العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، ومحافظين اثنين سابقين تتهمهما بانتهاك حقوق الإنسان وممارسات تنطوي على فساد، وأن العقوبات تستهدف “ريان الكلداني” و”وعد الشبكي” وهما من زعماء الفصائل المسلحة، وكذلك المحافظين السابقين “نوفل العاكوب” و”أحمد الجبوري”؛ إذ تحوم حولهم اتهامات بالفساد، وغالبيتهم متهمون بتنفيذ أجندات إيرانية. وينتمي الأربعة إلى ما يُعرف بـ”المحور الإيراني” داخل العراق.

هجوم على معسكرات الحشد الشعبي (19/7/2019)

تعرض معسكر تابع للحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين لقصف عبر طائرة مسيرة، مما أدى إلى جرح اثنين. وأكدت مصادر عراقية محلية مقتل 15 عنصرًا من قادة حزب الله اللبناني ممن يعرفون بالمستشارين العسكريين من جراء هذه الضربة. وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن القوات الأمريكية “لم تشترك في أي عملية عسكرية ضد معسكر الحشد الشعبي في العراق”.

ثانيًا- التحركات العسكرية لطرفي الأزمة

المملكة المتحدة تسعى إلى مهمة بحرية أوروبية لمواجهة “أعمال القرصنة غير المشروعة” التي تقوم بها إيران (22/7/2019) 

يقول وزير الخارجية البريطاني “جيريمي هانت” إن المملكة المتحدة لن تنضم إلى الخطط الأمريكية لأنها تدعم الاتفاق النووي لعام 2015، واقترح بناء قوة حماية بحرية بقيادة أوروبية في الخليج، مما أدى إلى رفض خطط أمريكية منفصلة لقوة بقيادة الولايات المتحدة لحماية الشحن التجاري من التدخل الإيراني، على اعتبار أن قوات الأمن البحري ستحمي أفراد الطاقم والشحن مما وصفه بأنه أعمال قرصنة غير شرعية من قبل إيران. تزامن الاقتراح مع وجود القوات البحرية الدولية الحالية العاملة في الخليج، بالإضافة إلى قوة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة العاملة قبالة الساحل الشرقي لإفريقيا. 

وشدد “هانت” على أن المملكة المتحدة لا ترغب في الانضمام إلى الحملة الأمريكية لأقصى قدر من الضغط الاقتصادي على إيران، فقد ظلت المملكة المتحدة، على عكس الولايات المتحدة، داعمة للاتفاق النووي الإيراني. وتخشى وزارة الخارجية البريطانية بوضوح من وجود قوة بقيادة الولايات المتحدة تعمل عبر المضيق يمكن أن ينظر إليها من جانب إيران على أنها عمل تصعيدي. 

اعترف “هانت” بأن الولايات المتحدة طلبت أولًا من المملكة المتحدة المساهمة في قوة حماية بحرية بقيادة الولايات المتحدة في 24 يونيو. وقال إن الخطة الأمريكية كانت مفيدة، وإن من المهم التنسيق، لكنه قال إنه يريد أن تكون المساهمة في قوة الحماية البحرية المقترحة واسعة قدر الإمكان، وإن عددًا من الدول الأوروبية لن تكون مستعدة للمساهمة بأصول إذا كانت القوة بقيادة الولايات المتحدة.

ثالثًا- المواقف الدولية والإقليمية

1- المواقف الدولية 

هانت: إيران لا ترغب في التصعيد (13/7/2019) 

قال وزير الخارجية البريطاني “جيريمي هانت”، إن وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف” أبلغه برغبة طهران في حل قضية الناقلة “غريس 1″، وأن إيران لا تسعى لتصعيد الموقف. وأوضح “هانت” أنه سيسهل الإفراج عن الناقلة إذا حصل على ضمانات بأنها لن تتوجه إلى سوريا بعد الإجراءات القانونية في محاكم جبل طارق. وذكر “هانت” أنه تحدث مع “ظريف” وطمأنه بأن ما يهم لندن هو وجهة ناقلة النفط “غريس-1“، وليس منشأ النفط الذي تحمله. 

بيان أوروبي مشترك يطالب بوقف التصعيد واستئناف الحوار (13/7/2019) 

دعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا (الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني عام 2015) في بيان مشترك إلى “وقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار” في هذا الملف. وقالت الدول الثلاث في بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية: “نحن قلقون من خطر تقويض الاتفاق تحت ضغط العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وبعد قرار إيران عدم تنفيذ العديد من البنود المحورية في الاتفاق”. 

إدانة دولية لاحتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية (20/7/2019) 

أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها الشديد من احتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، وقالت في بيان: “إن خطوة طهران تضر بجهود وقف التصعيد في المنطقة”، وأعربت عن تضامن باريس الكامل مع بريطانيا، داعية إيران إلى الإفراج عن طاقم الناقلة المحتجزين. كما دعت ألمانيا أيضًا إيران لإخلاء سبيل الناقلة البريطانية فورًا. 

بريطانيا تستدعي القائم بالأعمال الإيراني (20/7/2019) 

أعلنت الخارجية البريطانية أنها استدعت القائم بالأعمال الإيراني، على خلفية احتجاز ناقلة ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز، وتضاربت التصريحات الإيرانية المتعلقة بناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو“، إذ أعلن الحرس الثوري الإيراني “مصادرة” الناقلة في مضيق هرمز، بحجة أنها “لم تلتزم بقوانين الملاحة”. وعقب تلك التصريحات، قالت طهران إنها احتجزت الناقلة في مضيق هرمز ثم سحبتها نحو ميناء بندر عباس، وذلك إثر “تورطها في حادث اصطدام بقارب صيد إيراني”.

وفي السياق نفسه نصحت المملكة المتحدة السفن البريطانية بالبقاء “خارج منطقة” مضيق هرمز “لفترة مؤقتة”، بعد احتجاز إيران ناقلة نفطت رفع العلم البريطاني. وحذر وزير الخارجية البريطانية “جيرمي هانت” إيران من العواقب الوخيمة إذا لم تفرج عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة في مضيق هرمز، واعتبر أن احتجاز إيران ناقلة نفط هو أمر غير مقبول، داعيًا إلى حرية الملاحة في الخليج. 

قراءة فرنسية للتصعيد في الخليج وصعوبات لعب دور الوسيط (21/7/2019)

رغم النتائج «الضئيلة» التي حققتها حتى اليوم، ما زالت باريس تؤمن بأن هناك فرصة للتوسط بين واشنطن وطهران. الرئيس الفرنسي، من خلال اتصالاته المتكررة بالرئيس الأمريكي من جهة، والرئيس الإيراني من جهة أخرى، خلص إلى أن هناك «فسحة» للوساطة يمكن العبور من خلالها لتلافي التصعيد وتبريد الأجواء في الخليج، وأنه لولا تيقنه من ذلك لما خاض غمار وساطة معقدة. وتواجه باريس صعوبات عديدة، أهمها الإدارة الأمريكية ذاتها، وعدم ثقة إيران في وسيط أوروبي.

دعوة أطراف الاتفاق النووي لاجتماع طارئ الأحد وسط أزمة طهران ولندن (24/7/2019) 

ناقشت أطراف الاتفاق النووي مرة أخرى مستقبل تعهدات إيران النووية خلال اجتماع طارئ في فيينا، وسط أزمة بريطانية-إيرانية عنوانها احتجاز ناقلتي نفط من قبل الطرفين، مما أثار قلقًا متزايدًا من تفاقم التوترات في المنطقة، وازدياد التهديدات الإيرانية لممر هرمز الاستراتيجي. وحرص وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” على استخدام عبارات نظيره البريطاني “جيريمي هانت” عندما سارع بتهنئة رئيس الوزراء البريطاني الجديد “بوريس جونسون”، وقال إن طهران «لا تسعى للدخول في مواجهة»، ومع ذلك تضمنت رسالته ردًّا على إعلان بريطانيا تشكيل قوة أمنية لضمان الملاحة في مياه المنطقة، وحذّر من أنّ إيران تعتزم حماية الخليج، مجددًا اتهامات للندن باحتجاز ناقلة نفط إيرانية بـ«إيعاز من الولايات المتحدة». 

2- المواقف الإقليمية (الخليجية) 

السعودية تستقبل قوات أمريكية (13/7/2019)

أصدر العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، موافقته على استقبال قوات أمريكية سيبلغ عددها 500 عنصر في قاعدة الأمير سلطان الجوية شرق العاصمة السعودية. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن هذا التحرك يوفر للقوات الأمريكية رادعًا إضافيًّا، ويضمن القدرة على الدفاع عن القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة ضد التهديدات الناشئة والموثوقة. مؤكدًا أن هذا التحرك “يخلق عمقًا عملياتيًّا وشبكات لوجستية”.

الكويت تخطط لحماية الموانئ الوطنية (14/7/2019) 

تُعِدُّ البحرية الكويتية ومؤسسة الموانئ خططًا أمنية لحماية الموانئ الرئيسية بالبلد المنتج للنفط، وذلك وسط تصاعد التوتر بين إيران والغرب، وقال الشيخ “يوسف عبدالله الناصر الصباح” المدير العام للمؤسسة، إنه جرى التوقيع على بروتوكول تعاون بين الجانبين “في مرحلة مهمة تمر بها المنطقة أمنيًّا”. وقال إن المرحلة الحالية تستدعي تضافر الجهود للحفاظ على أمن الموانئ البحرية، وضمان الاستعداد الكامل لوقوع أي طارئ محتمل. 

اجتماع دولي بالبحرين لحماية الملاحة الدولية (18/7/2019) 

أدانت وزارة خارجية البحرين بشدة احتجاز إيران ناقلة نفط تابعة للمملكة المتحدة في مضيق هرمز، مطالبة إيران بالكف عن هذه التصرفات العدائية الخطيرة والمتكررة والإفراج عن الناقلة “ستينا إمبيرو” فورًا. وقد أعلنت مملكة البحرين عن استعداداتها لاستضافة اجتماع دولي يُعنَى بأمن الملاحة البحرية والجوية خلال الفترة المقبلة، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وبولندا، وبمشاركة أكثر من 60 دولة، كإحدى نتائج المؤتمر الدولي لدعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط الذي انعقد بمدينة وارسو في شهر فبراير الماضي.

العاروري يؤكد: نحن في جبهة واحدة مع إيران (21/7/2019) 

استقبل رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران “كمال خرازي”، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” “صالح العاروري”، الذي يزور طهران حاليًّا. وبحث “خرزاي” مع الوفد القضايا المتعلقة بالمقاومة، وتطورات الساحة الفلسطينية. وأشار “خرزاي” إلى أن “سياسات البيت الأبيض باتت اليوم مكشوفة بما لا يجعل أي فصيل قادرًا على تقديم تنازلات”، ورأى أن “استمرار المقاومة هو الضامن للانتصار على محتلي القدس الشريف”. وشدد “العاروري” على أن “المقاومة الفلسطينية وإيران في جبهة واحدة لمواجهة إسرائيل والمستكبرين”، مشيرًا إلى أن “دولًا في المنطقة تقف خلف صفقة القرن”.

وزير الخارجية العماني يزور إيران لبحث التوترات بالمنطقة (22/7/2019)

زار وزير الخارجية العماني “يوسف بن علوي” إيران لبحث التطورات في المنطقة. وجاءت زيارة “بن علوي” في وقت تحتجز فيه إيران ناقلة نفط بريطانية.

طهران تعد بإبعاد العراق عن التوترات (23/7/2019) 

حصل رئيس الوزراء “عادل عبدالمهدي” خلال زيارته إلى طهران على ضمانات من أعلى مستوى بإبعاد العراق عن أي توتر مع الولايات المتحدة، والحرص على أمنه، بما فيها التشديد على ضرورة أن تكون جميع الفصائل المسلحة في العراق تحت سلطة رئيس الحكومة. وشهدت زيارة “عبدالمهدي” غير المعلنة والمفاجئة، والتي استغرقت نحو ست ساعات فقط، حيث عاد إلى بغداد في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، لقاءات بينه وبين الرئيس “حسن روحاني”، شارك فيها مسئولون من كلا الجانبين، بينهم مستشار الأمن الوطني و”زعيم الحشد الشعبي” “فالح الفياض”، ومسئولون عسكريون في مكتب “عبدالمهدي”.

رابعًا- قراءة تحليلية

بمراجعة الأحداث خلال الفترة الأخيرة يمكن القول إن الأزمة الإيرانية–الأمريكية تتجه لمرحلة من الاستقرار المؤقت بدون تصعيد وربما بدون تهدئة أيضًا، وذلك لعدة اعتبارات، أهمها:

1- أن الولايات المتحدة تعمل على إيجاد حالة أكثر ثباتًا؛ على خلفية عملية “الحارس” التي أعلنت عنها لتعزيز الاستقرار البحري وضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها مضيق هرمز. وإذا اكتملت العملية ستظل القوات الأمريكية في المنطقة لمراقبة إيران، والحد من فرص تهديدها للملاحة النفطية في هرمز. ويعزز هذا الاتجاه العزم على عقد مؤتمر دولي بالبحرين لتأمين الملاحة البحرية والجوية بالاشتراك بين البحرين والولايات المتحدة. كذلك لم تعد هناك تحركات عسكرية استعراضية من الطرفين كما كان في المراحل الأولى من الأزمة.

2- المقترح البريطاني بإنشاء قوة دولية أوروبية بالأساس لحماية الملاحة البحرية في هرمز بقيادة بريطانية-فرنسية، وبتنسيق مع الولايات المتحدة، رغم أن هذا المقترح ليس موضع اتفاق تام أوروبيًّا، ورغم ارتباط ظهوره بظروف اختيار رئيس الوزراء البريطاني الجديد، فإن فكرة وجود قوة دولية بغرض التأمين ومواجهة الأعمال الإيرانية المهددة للملاحة تتوافق مع الهدف الأمريكي من عملية “الحارس” التي سبق الإشارة إليها.

3- أن الردع المتبادل هو أساس إدارة الأزمة الإيرانية، مع اختلاف أدوات الردع، فمع اعتماد الولايات المتحدة على العقوبات الاقتصادية وآثارها الواضحة والضاغطة على إيران، تعتمد إيران على الوكلاء، والتهديد بعودة أنشطتها النووية بدرجات ومظاهر مختلفة، مثل: رفع معدلات تخصيب اليورانيوم، وبناء مفاعل جديد (بوشهر 2).

3- أن الدول الأوروبية لا تزال متمسكة بالاتفاق النووي مع إيران، وتقاوم الانضمام للموقف الأمريكي. قد يكون هذا من قبيل توزيع الأدوار بينها وبين الولايات المتحدة، فكان رد فعل بريطانيا محدودًا، الأمر الذي تم تفسيره بأنها باحتجازها ناقلة النفط الإيرانية كانت تختبر رد الفعل الإيراني لصالح الولايات المتحدة، ولم تكن مستعدة حقيقة للدخول في أية مواجهة مع إيران.

ورغم هذا الحرص الأوروبي فإنه من المتوقع الانضمام للولايات المتحدة في موقفها من إيران في حالة تهديد مصالحهم في المنطقة بهجمات لإيران أو وكلائها على ناقلات النفط العالمية. وتظهر فرنسا أكثر حرصًا على القيام بدور واضح في تهدئة التوتر وتسوية الأزمة، حيث تتواصل مباشرة مع الطرفين، كما تتواصل مع روسيا في محاولة للوصول إلى تفاهم مع إيران. 

4- أصبحت دول الخليج أكثر ارتباطًا بالموقف الأمريكي في الأزمة مع إيران، فاستقدام قوات أمريكية للسعودية حتى وإن كانت قوات رمزية، أمر يحمل دلالات عديدة، ويزيد من ارتباطها بالولايات المتحدة التي تعلن أنها لن تحمي الممرات الملاحية بدون مقابل من الدول المستفيدة من هذا التأمين وعلى رأسها الدول المصدرة للبترول!

5- أن وكلاء إيران –باستثناء الحوثيين– محدودو التأثير في هذه الأزمة، فالحشد الشعبي يواجه معضلة داخل العراق، وحزب الله لا يختلف عنه كثيرًا، بينما تعمل حماس على استثمار الأزمة الإيرانية والظهور بموقف الصمود لاعتبارات ذاتية لا تفيد إيران. لكن على تمويل من إيران يظل أمرًا ضعيف الاحتمال في ظل ما يعانيه اقتصاد إيران من جراء العقوبات.

6- هناك تراجع نسبي في استخدام الأداة العسكرية مقابل الاتجاه للاعتماد على الأداة الاقتصادية والإعلامية في إدارة الأزمة من جانب طرفيها الأساسيين.

فريق المركز
فريق عمل المركز