حلقات نقاش
المركز المصري يعقد حلقة نقاشية بعنوان “القوى الكبرى وإيران.. تطورات لافتة وتداعيات محتملة”
عقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حلقة نقاشية بعنوان “القوى الكبرى وإيران.. تطورات لافتة وتداعيات محتملة”، أمس الأربعاء 22 يونيو 2022، أدارتها الدكتورة دلال محمود مديرة برنامج قضايا الأمن والدفاع بالمركز، بمشاركة الدكتور محمد كمال عضو الهيئة الاستشارية بالمركز، والدكتور توفيق أكليمندوس رئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز، والأستاذ أحمد عليبة رئيس وحدة التسلح بالمركز، والدكتور محمد عباس ناجي الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتور محمد محسن أبو النور الخبير في الشؤون الإيرانية، إلى جانب عدد من الباحثين بالمركز. وتنبع أهمية الحلقة النقاشية مما تشهده المرحلة الراهنة من تغيرات جيو-استراتيجية تنذر بتغيرات في التوازنات الإقليمية والدولية، واقتراب إيران من…
عقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حلقة نقاشية بعنوان “القوى الكبرى وإيران.. تطورات لافتة وتداعيات محتملة”، أمس الأربعاء 22 يونيو 2022، أدارتها الدكتورة دلال محمود مديرة برنامج قضايا الأمن والدفاع بالمركز، بمشاركة الدكتور محمد كمال عضو الهيئة الاستشارية بالمركز، والدكتور توفيق أكليمندوس رئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز، والأستاذ أحمد عليبة رئيس وحدة التسلح بالمركز، والدكتور محمد عباس ناجي الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتور محمد محسن أبو النور الخبير في الشؤون الإيرانية، إلى جانب عدد من الباحثين بالمركز.
وتنبع أهمية الحلقة النقاشية مما تشهده المرحلة الراهنة من تغيرات جيو-استراتيجية تنذر بتغيرات في التوازنات الإقليمية والدولية، واقتراب إيران من العتبة النووية، واتساع مساحة حركة وكلائها في المنطقة، وعلاقاتها المركبة مع القوى الدولية الكبرى؛ الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات بشأن تداعيات السياسات الإيرانية في المنطقة، وتأثير التطورات الإقليمية والدولية على هذه السياسات.

وفي هذا الإطار، سعت الحلقة إلى مناقشة عدة محاور، منها: تأثير الأوضاع الاقتصادية الضاغطة وتصاعد الاحتجاجات الشعبية على تغير نهج النظام الإيراني على المستويين الداخلي والخارجي، والتوصيف الدقيق لطبيعة العلاقات الإيرانية مع روسيا والصين، وتأثير الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران على الموقف الأوروبي تجاهها بصفة عامة وفي المباحثات النووية على وجه الخصوص، إلى جانب كيفية تعامل إيران مع الأزمة الأوكرانية وما إذا كانت الأزمة قد أضرت باقتصادها أم استفادت منها على صعيد ارتفاع أسعار النفط والتوسع داخل سوريا، وكيفية تعامل الدول العربية مع التطورات المحتملة للسياسة الإيرانية.
وقد توصل المشاركون إلى نتائج رئيسة، منها مواجهة إيران تحديات داخلية وخارجية كبيرة بما في ذلك: مشكلة القوميات، والاختراقات الإسرائيلية المستمرة للداخل الإيراني واستهداف العديد من القادة العسكريين، والفشل في تشكيل الحكومة العراقية حتى الآن.

وأكد المشاركون أن المرشد الإيراني لا يعبأ كثيرًا بالاحتجاجات الداخلية؛ فهو مشهد متكرر استطاعت الحكومة الإيرانية التغلب عليه ماضيًا، وهي قادرة على تجاوزه هذه المرة أيضًا من خلال الترويج للحلم النووي. ورأوا عدم وجود معارضة حقيقية للنظام الإيراني؛ فحتى الإخوان والتركمان والبلوش السُنة صوتوا لصالح الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي خلال الانتخابات الأخيرة. وأكد المشاركون أن إيران على حافة امتلاك السلاح النووي، مشددين على أن خامنئي ينظر إلى إيران بوصفها دولة نووية وليست فقط تمتلك معارف نووية.
ورأى الخبراء أن الولايات المتحدة تُفضل حاليًا صيغة “لا اتفاق ولا أزمة”، مرجحين تأجيل التوقيع على أي اتفاق لحين إجراء انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل، والذي يتوقع أن تسيطر عليه أغلبية جمهورية وبالتالي قد تزداد المفاوضات تعقيدًا. ورغم إمكانية تعامل إدارة بايدن مع الاتفاق على أنه اتفاق تنفيذي لا يحتاج إلى تصديق الكونجرس، فإن سيطرة أغلبية جمهورية ستحدث صخبًا. وعلى أي حال، فإن الإدارة الحالية تُفضل التوصل إلى اتفاق وترفض ذكر “فشل المفاوضات” حتى لا تتخذها إسرائيل ذريعة لطرح البديل العسكري. أما بالنسبة لإيران، فإن التكيف مع عدم وجود اتفاق أفضل من اتفاق بلا ضمانات لعدم الانسحاب منه مجددًا.
وفيما يخص تأثيرات الحرب الأوكرانية، رأى المشاركون أنها حملت تداعيات سلبية على إيران، مشددين على أن الأخيرة ليست بديلًا للنفط الروسي؛ إذ تأثرت بنيتها التحتية اللازمة لنقل الطاقة بشكل كبير جراء العقوبات الأمريكية، ومن ثم فإنها لا تستطيع سد الفراغ الروسي في سوق الطاقة خلال المرحلة الراهنة.

أما بشأن استغلال إعادة تموضع القوات الروسية في سوريا وإمكانية إحلال القوات الإيرانية محلها، فقد جادل الحاضرون بأنه لن يكون هناك فراغ روسي كبير داخل سوريا، وأن موسكو لن تسمح بتوسع الحضور الإيراني داخل البلاد؛ كونه لا يخدم مصالحها، وهو ما يدفعها إلى السماح لإسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية للمواقع الإيرانية هناك، علاوة على أن الحكومة السورية نفسها تدرك خطورة الهيمنة الإيرانية.
واختتم المشاركون بتأكيد أن الخيار الأفضل للدول العربية هو إتمام اتفاق نووي يفرض قيودًا أشد على إيران؛ إذ إن غيابه سيفتح المجال أمام التصعيد ضد المصالح الأمريكية داخل الدول العربية وفي إقليم البحر الأحمر ومضيق هرمز، لافتين إلى أنه يجب مراقبة مخرجات زيارة الرئيس جو بايدن القادمة إلى الشرق الأوسط؛ لأن مواجهة التهديد الإيراني ستكون أحد عناوينها الرئيسة.