الجمهورية الجديدة.. مصر تتقدم

نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

من الطبيعى أن أكون متحيزا بل شديد التحيز عندما أتحدث عن الدولة المصرية وأشاهد الإنجازات التى تتوالى يوماً بعد يوم، وذلك من منطلق أننى مواطن مصرى عاشق لتراب بلاده، إلا أننى  سوف أسعى فى هذا المقال إلى أن أنحى هذا التحيز جانبا التزاما بالموضوعية من أجل أن يكون حديثى مقنعاً يخاطب العقل أكثر مما يخاطب العاطفة. من المؤكد أن الحديث عن تطور الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة أمر لا تخطئه العين المجردة أو العقلية المحايدة، وتؤكده الحقائق وتقارير المؤسسات الدولية، وهو تطور غير مسبوق لم يقتصر على مجال واحد بل اقتحم بنجاح جميع مجالات الدولة دون استثناء وبما يعكس مدى…

اللواء محمد إبراهيم الدويري
نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

من الطبيعى أن أكون متحيزا بل شديد التحيز عندما أتحدث عن الدولة المصرية وأشاهد الإنجازات التى تتوالى يوماً بعد يوم، وذلك من منطلق أننى مواطن مصرى عاشق لتراب بلاده، إلا أننى  سوف أسعى فى هذا المقال إلى أن أنحى هذا التحيز جانبا التزاما بالموضوعية من أجل أن يكون حديثى مقنعاً يخاطب العقل أكثر مما يخاطب العاطفة.

من المؤكد أن الحديث عن تطور الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة أمر لا تخطئه العين المجردة أو العقلية المحايدة، وتؤكده الحقائق وتقارير المؤسسات الدولية، وهو تطور غير مسبوق لم يقتصر على مجال واحد بل اقتحم بنجاح جميع مجالات الدولة دون استثناء وبما يعكس مدى قوة منظومة العمل المصرية.

وحتى أكون أكثر منطقية لابد أن أشير إلى نقطتين رئيسيتين، الأولى أن مصر قطعت شوطا مهما فى مسار التنمية الشاملة من خلال الجهود الكبيرة التى تُبذل، وهى جهود متواصلة ومتميزة ولايزال أمامنا الكثير ليتحقق، والنقطة الثانية أن الإنسان المصرى سوف يظل هو الهدف الأول لكل هذا الجهد، وهنا لابد أن أستذكر المقولة الغالية للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إن الإنسان هو أغلى الموارد التى تمتلكها مصر، وفى هذا المجال من الضرورى أن أشيد بالمعانى الإنسانية السامية فى احتفالية «قادرون باختلاف» التى شاهدناها يوم 5 ديسمبر الحالى بحضور السيد الرئيس. واسمحوا لى أن أبدأ بموضوع أراه شديد الأهمية من وجهة نظرى وهو احتفال افتتاح طريق الكباش الذى تم فى مدينة الأقصر فى 25 نوفمبر الماضى بحضور السيد الرئيس، حيث إن هذا الحدث يتعدى مجرد أنه احتفال أسطورى وهو بالفعل كذلك، إلا أنه فى الحقيقة يعد رسالة واضحة وجهتها مصر إلى العالم بأنها واحة الأمن والاستقرار فى المنطقة كلها، حيث إنه فى الوقت الذى يتعرض فيه العديد من الدول العربية إلى صراعات وأزمات فى كلٍ من ليبيا وسوريا واليمن والعراق والسودان ولبنان وفلسطين فإن مصر المستقرة والآمنة بشعبها العظيم وقيادتها الوطنية ترسل إلى المجتمع الدولى رسالة سلام، وإشعاعا ثقافيا لا ولن ينضب.

ومن المهم أن أعرج على حدث آخر شديد الأهمية وهو المعرض الدولى الثانى للصناعات الدفاعية والعسكرية EDEX 2021 الذى عُقد فى القاهرة خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 2 ديسمبر الحالى وشرفه السيد الرئيس بالافتتاح والحضور، وفى هذا المجال لن أقف فقط عند حجم المشاركة الضخمة فى هذا المعرض رغم أهميتها (42 دولة -400 شركة – قيادات عسكرية على أعلى مستوى) ولكنى سوف أتناول بعض المعانى التى أود التركيز عليها من جراء هذا الحدث الكبير وأهمها ما يلى:

الاقتناع الكامل لدى مصر بأن السلام والأمن والاستقرار والتطور والتنمية ـ وهى أهم السمات الحالية للدولة المصرية ـ تحتاج إلى القوة العسكرية للحفاظ عليها وحمايتها من أى مهددات خارجية أو داخلية. إن القيادة السياسية تضع الدعم المتواصل للقوات المسلحة المصرية ضمن أولوياتها وهو الأمر الذى ساهم فى أن يصبح الجيش المصرى حاليا أحد أقوى عشرة جيوش فى العالم نظرا لعمليات التحديث المستمرة التى تشهدها قواتنا المسلحة. إن مصر انتقلت إلى مرحلة متقدمة فى مجال التصنيع العسكرى، حيث تم عرض أحدث الصناعات العسكرية المصرية ومن بينها (طائرات دون طيار– رادارات – لانشات صواريخ –عربات مدرعة – ذخائر) وهو ما يشير إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد المزيد من تطوير لهذه الصناعات، فضلا عن الشراكات والاتفاقات التى تعقدها مصرمع دول أخرى متقدمة وهو ما سوف يرتب آثارا إيجابية على النواحى العسكرية والاقتصادية المصرية. وفى الوقت نفسه فإن القيادة السياسية تعلم تماما أنها تتحرك فى منطقة أقل ما يطلق عليها أنها إقليم مضطرب تتزايد فيه المشكلات والتدخلات الأجنبية، ولايزال الإرهاب يعد أحد أهم المهددات والمخاطر، وبالتالى فإن مصر وهى تنادى بحل جميع الأزمات بطريقة سلمية وتتمسك بتوجهات السلام إلا أنها من جانبٍ آخر لن تتهاون فى الحفاظ على أمنها القومى بالشكل الذى تراه ملائماً وبما يحقق مصالحها بالدرجة الأولى مهما تكن التضحيات. ورغم أن قطار الإنجازات لم ولن يتوقف فمن الضرورى أن أشير إلى أن وضعية مصر سوف تتزايد بشكلٍ مطرد خلال الفترة المقبلة وتحديدا ابتداء من عام 2022 التى سوف تشهد العديد من الأحداث التى تعكس قوة الدولة المصرية وتقدير العالم لقيادتها السياسية (عقد النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم – افتتاح المتحف الكبير الذى يعد أكبر متحف للآثار فى العالم – عقد مؤتمر المناخ فى مصرCOP 27– افتتاح أهم مؤسسات الدولة فى العاصمة الإدارية – إعلان الجمهورية الجديدة). وفى النهاية تظل رسالتى التى لن أتوقف عن تأكيدها وهى رسالة تحمل ثلاثة جوانب رئيسية، الأول يتمثل فى أهمية مواصلة الدعم الشعبى اللامحدود للقيادة السياسية، والجانب الثانى استمرار الدولة فى تنفيذ جميع مشروعاتها العملاقة ومن بينها تلك التى تؤدى إلى رفع مستوى المعيشة، ولاسيما برنامج حياة كريمة لتطوير الريف المصرى، أما الجانب الثالث فهو ضرورة أن يقوم الإعلام المصرى بجهدٍ أكبر فى دعم الدولة من خلال توضيح وتسويق الجهد الضخم الذى تقوم به القيادة السياسيةعلى المستويين الداخلى والخارجى حتى يكون كل مواطن على بينةٍ بالجهد الذى تبذله دولته وهو ما يدعم فى مجمله قضية الوعى المصرى.

نقلا عن جريده الاهرام الثلاثاء 7 ديسمبر 2021

اللواء محمد إبراهيم الدويري
نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

مقالات أخرى للكاتب